10‏/06‏/2011

سأكون أنا


فى صباح مثل أى صباح وبداية يوم كأى يوم فتحت الراديو كعادتى لأجد شخصاً يدعى "هو"، فتساءلت من هو "هو"؟ فقالوا لى هو المتحدث الرسمى باسم الحرية والليبرالية، وإذا بى أفتح التلفاز لأجد آخر يدعى "ذلك"، ولكن هذه المرة لم أحتاج أن أسأل عنه فقد بدى متحدثاً رسمياً عن المدنية وأخرى تدعى "هى" هى متحدثة رسمية باسم الوحدة الوطنية، فأدرت وجهى إلى الجريدة اليومية لأجد مقالاً لـ "تلك" المتحدثة الرسمية باسم القومية، وخبر آخر عن "هؤلاء" المتحدثين الرسميين باسم الدعوة الإسلامية، وجميعهم يتحدثون وكأن "هو" عدو "ذلك"، وكل منهما يسب "تلك" وجميعهم يتهمون "هؤلاء" باستغلال الدين فى لعبة السياسة.

 هالنى ذلك فى البداية وظللت أبحث لنفسى عن مكان بين أى منهم ولكن كيف؟. كيف أجد لنفسى مكاناً 76;ين حرية تعادى المدنية أومدنية تجور على القومية وجميعهم لا يستطيعون التعايش فى ظل دولة إسلامية.

فوجدت نفسى أبحث ولفترة طويلة عن شخص يدعى "أنا" لعلى أجده متحدثاً رسمياً باسم الإنسانية التى لا تعارضها حرية ولا مدنية ولا قومية ولا دعوة إسلامية، وبعد بحث مضنى وجدته فكان لى معه حوار:
كان أول سؤال سألته له هو: من أنت يا "أنا"؟

فكان رده: "أنا مسلم قبطى عربى سلفى ليبرالى إخوانى من المسلمين، أحب دينى وأعبد ربى وأتبع رسولى وأحب وطنى وأفديه بدمى، أسير على خطى الصحابة والتابعين وأدافع عن الحرية وأحارب من أجل حقوق بنى وطنى وفى البداية والنهاية أنا إنسان!".

فسألته عن الحرية فأجابنى: هى لى طريق.
فسألته عن المدنية أجابنى: هى لى منهج.
فسألته عن القومية أجابنى: هى حلم واجب التحقيق.
فسألته عن الوحدة الوطنية أجابنى متجهماً: ما هو بشىء جديد.
فسألته عن الإسلام فأجابنى هو لى دنيا ودين.
فابتسمت ابتسامة من وجد ضالته أو بمعنى أصح من وجد نفسه بعد طول زمان. وإذا بى أنظر حولى لأجد أن أغلبية الناس من حولى هم "أنا" لا يختلفون عنه فى شىء, وإذا بى أتساءل من نصَّب "هو" و"هى" و"ذلك" و"تلك" و"هؤلاء" متحدثين رسميين باسم البشرية.

ومن وقتها وأنا أحلم بيوم نصبح فيه كلنا "أنا" وأن يختفى من عالمنا "هو" و"هى" و"ذلك" و"تلك" و"هؤلاء" ويبقى فقط "أنا": لأن "أنا" هو الإنسان الوحيد ومن سواه أجزاء تنتظر أن تكتمل، وأحلم أيضاً بيوم قريب أصبح فيه أنا "أنا".



مقال : أحمد عبد الحميد ريحان : أنا آسف يا "أنا".....!

هناك تعليق واحد:

  1. الأخت الغاليه والعزيزة / ريم

    جميل جدا المقال ... ورائعه تلك الكلمات ... التلاعب اللفظى الجميل ... للكاتب أحمد ريحان ... ولكن لى سؤال فرض نفسة بعد قرائتى المقال ... أين "نحن" من كل هذا ... اليس فى الأتحاد قوه!!

    دمتى بكل الود

    تامر

    ردحذف

يشرفنا نعرف رأيكم