17‏/08‏/2011

مصر «حامل» فى توأم


دولة «الورق» ودولة «الخشب» 
إلى من يهمه الأمر إن رُحت مرة تزور عش الهوى المهجور سلم على قلبى، فكل شوارع مصر الآن أصبحت اتجاهين حتى الأزقة التى لا تٌرى إلا بالمجهر لأن عندنا الآن دولتين: دولة «الورق» ودولة «الخشب»، الأولى تبنى حياة ديمقراطية على الورق، والثانية تقيم أكشاكاً خشبية على الأرصفة، وكلتاهما وراءها رجال وأموال، هناك دولة موازية الآن تقام على أرض مصر، الأولى منشغلة بالمبادئ الدستورية وفوق الدستورية وتحت الدستورية وقانون الانتخابات وبرامج الأحزاب، وبسبب السلحفاة البرية عندما تنتهى من الكتابة سوف تفاجأ بوجود دولة أخرى تماماً لا يمكن تطبيق المكتوب عليها..

فى مصر دولتان تقامان الآن: إحداهما بطيئة ونظرية وفى المكاتب، والثانية سريعة وعملية وفى الشوارع، وتصديقاً لكلامى فإن العلماء اكتشفوا أمس فقط، وبعد أربعين مليون سنة، أن الديناصور لم يكن يبيض ولكنه يلد، بعد أن علم أن البيض يحتاج إلى رقاد وفقس وفترة حضانة مثل الدولة الأولى، لكن الولادة سريعة وبدون «داية» مثل الدولة الثانية، والغريب أن الدولة الأولى تنشئ «الدستور» باسم الشعب، والدولة الثانية تبنى «الأكشاك» باسم الشعب، لذلك فإن الصراع فى مصر الآن بين مواد «الدستور» ومواد «البناء»..

صدقونى الشعب فى «وادى» والنخبة فى «نادى» والفجوة متسعة ليبيض الديناصور.. والمطلوب تقليل فترة التبويض حتى لا نتحول من دولة بلا دستور إلى دستور بلا دولة.. وعندما قالوا لجحا «عد موج البحر» قال إن عدد «الأكشاك» أكثر من عدد «الأحزاب»، الفائدة الوحيدة لما يحدث الآن هى أننا ممكن أن ندخل بطولة أفريقيا بدولتين: الدولة الثانية تخرج من التصفيات وتدخل «الكشك» بسرعة، والدولة الأولى تنهى التصفيات والأدوار التمهيدية وقبل النهائى والنهائى والبطولة ويتم تسليم الكأس وترحل الفرق ويسافر المتفرجون و«هيه لسه بتبيض».. سلامتها أم حسن.. هل يعرف علماء البيولوجى مدة «حمل» دولة «حامل» فى توأم؟!

كاتب صحفى مصري مرموق، وُلد مع ثوره يوليو تخرج في الكلية الحربية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر, قائداً لسرية في الفرقة 18 بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى.. شارك مع فرقته في تحرير مدينة القنطرة شرق.. درس القانون في كليه الحقوق والفلسفة في كليه الآداب يكتب القصه القصيره والشعر وله أعمال منشوره يعمل كاتباً صحفياً وتنشر مقالاته في عدة صحف ويُعد الآن أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر أبتدع مدرسة جديدة في فن الكتابة الساخرة تعتمد على التداعى الحر للأفكار والتكثيف الشديد وطرح عدداً كبيراً من الأفكار في المقال الواحد وربطها معاً بشكل غير قابل للتفكيك بحيث تصير المقالة وحدة واحدة شديدة التماسك على الرغم من إحتواءها على أفكار منفصلة عن بعضها, كما يتميز أسلوبه بإحتواءه على الكثير من التوريات الرائعةالتي تشد إنتباه القارئ وتجعله منتبهاً حتى نهاية المقال كما أنها تفتح مداركه على حقائق ربما غابت عنه.' كانت بداياته في جريده القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية ويرأس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى. يعمل كاتباً صحفياً وتنشر مقالاته في عدة صحف منها جريدة الأهالى وجريدة القاهرة وجريدة العرب القطرية وله عامود يومى مقروء على نطاق واسع بعنوان "تخاريف" في المصري اليوم.' صدر له عن دار العين كتاب "مصر على كف عفريت", وله تحت الطبع كتاب "إستقالة رئيس عربى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا نعرف رأيكم