24‏/02‏/2011

لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم

لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم

by ريم كوكب تانى on Sunday, January 16, 2011 at 8:14pm
ثلاثة أشخاص ... أحدهم يدعى (لا أرى) والثاني (لا أسمع ) والأخير (لا أتكلم ) ... جرى بينهم حواار أشبه بقتال النمل على فتات الخبز ..!! .. وهو كذلك
(لا أرى ) يقول: إنني أرى ولكني كالذي لا يرى .. أرى الأشخاص ولكنني لا أرى ما بداخل الأشخاص .. أرى النور ولكنني أسدل ستاراً أسوداً فلا أرى .. أرى الخير والنعمة والمال أمامي ولكنني أغمض عيني وأترقب وأطمع بخير و بنعم وبمال أكثر ... أرى نفسي في المرآة ولكنني في كل يوم أزداد بشاعة فأفضل كسر المرآة فأصبح كالذي لا يرى....!!!




تقدم( لا أسمع) وقهقه ضاحكا من خيبة (لا أرى).. وقال :


إنني أفضل حظا منك يا (لا أرى) .. فأنا أسمع وأسمع ...ولا أكتفي بالسماع .. بل إنني في بعض الأحيان أجذب من حولي لسماع ما أسمع ......أسمع الخير وأسمع نقيضه .. وغالبا ما يكون الخير عندي مهملاً .. ..أسمع النصح الكثير وسرعان ما أقذف به من أحد أعتاب أذني .... أسمع الاستغاثات ولكنني لا أبالي كوني أتبع مبدأ (نفسي نفسي ) فلست أبالي بما قد يحدث حولي ...( لا أسمع) هو أسمي بالرغم من التناقض مع شخصيتي المنصتة أغلب الأوقات !!!!




تنهد (لا أتكلم) ..تنهيدة من القلب ... تطايرت معها أوراق كانت على الطاولة .. وضع (لا أتكلم) يده على خده منصتاً إلى حديث أصدقائه ...( لا أرى) و(لا أسمع) .....


لفتت التنهيدة نظر أصدقائه وقطعت حديثهما .... فالتفتوا إلى (لا أتكلم) قائلين ... مابالك يا هذا .... لقد مللنا تنهيداتك ... تكلم أو أكرمنا بسكوتك المعتاد ....


تدحرجت دمعه من عين ( لا أتكلم) وأتبعها بكلمات مرتعشة ... قال (لا أتكلم) ....
 
ليتني أملك لسان أحدكما ... فلي عينان أنظر بهما إلى كل خير وأيضا أنظر بهما إلى بعض سلبيات زماننا وبــ (صمت ) .. ولي أذنان أنصت بهما إلى كل طيب ولكنني في نفس الوقت أرى من الخبائث الكثير و (اصمت ) ... وما يمنعني من درء الشر هو لساني ... فأنا أملك لسان ولكنني لا أتكلم ... أرى الخطأ ولكنني لا أتكلم .. أسمع السيئ ولكنني لا أتكلم ...
اسمع نقاشكما الذي يحوي من الأخطاء كثيراً ولكنني لا أتكلم ..... أشعر بثقل .. وبنقص في شخصيتي يمنعني من أن أحرك لساني ... أشعر أن الجميع يستصغرونني .. وأن الجميع يهزأ بي .. وإنني لا أقوى على فعل شيء سوى الاستماع والنظر والسكوت .. إذا أنا (لا أتكلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا نعرف رأيكم