هذه قصه واقعيه يرويها لنا الكاتب الايطالي الكبير اجناز بوسيلوني 1900- 1972,صاحب روايه فونتمارا المشهوره في الادب العالمي .. يقول سيلوني في مذكراته:
لقد اعتاد طبيب في قريه مجاوره لقريتنا هو الدكتورف. ج ان يقول ان من يولدون في هذا الاقليم هم من اصحاب الحظ السيئ فليس امام الواحد منهم طريق وسط فعليك ان تثور , او تصبح شريكا في الاثم ومتواطئا مع الاشرار والمخطئين.
وقد ثار هذا الطبيب, وكان يخطب في الفقراء ويحرضهم علي الثوره , حتي صار فضيحه في المنطقه كلها.. ينفر منه الاغنياء ويحتقره الفقراء , ويشفق عليه في الخفاء عدد قليل..
واخيرا تم طرده من وظيفته كطبيب حكومي, ومات فعلا من الجوع.هذه هي الصوره البسيطه الموثره التي رسمها الاديب الايطالي الكبير للطبيب الثائر النبيل. وقد انتهي هذا الطبيب في اخر حياته الي الجنون والبوس والموت من الجوع. وعندما نقرا هذه القصه البسيطه, لابد ان نتساءل عن السبب الذي جعل من هذا الرجل النبيل صاحب حظ سيئ الي هذا الحد. فقد كان طبيبا ناجحا في عمله, ولكنه وجد نفسه يعالج الناس من امراض في اجسادهم سببها الفقر والظلم وضعف الاحساس بالمسئوليه العامه عند الاغنياء. ووجد هذا الطبيب النبيل ان الفقراء انفسهم يساعدون علي استمرار ما هم فيه من بوس وتعاسه وشقاء وذلك لانهم يجهلون اسباب ما يعانونه .
ولكن كيف يفهم الفقراء البسطاء الذين سقطوا تحت تاثير نوع من التخدير بسبب الجهل... كيف يفهمون انهم لايخضعون فيما هم فيه من شقاء لاراده الهيه وانما هم ضحايا لعدوان عليهم ممن فقدوا انسانيتهم, واستاثروا بما في الحياه من خير,وتركوا غيرهم يعانون الفقر والمرض فالفقراء الجهلاء يظنون ان هذا هو ما اراده الله لهم, وارادته لابد ان تكون. وهذا هو ما اثار غضب الطبيب النبيل الذي يحدثنا عنه الفنان المبدع سيلوني.
الغريب ان الناس اللي كان عمال يخطب فيهم سابوه كدة يموت ويتعذب...سبحان الله ده اخرة اللي يساعد ناس تنابلة مش عايزه تتحرك
ردحذف